2‏/4‏/2017

اتهام الامام علي المرأة بالنقص

 بسم الله الرحمن الرحيم

اتهام الامام علي بن ابي طالب A المرأة بالنقص

مظاهر الكمال النقص : بعض النساء أتهمّن الامام علي A بالتحامل على المرأة والسبب لانه وسمها بالتكامل من النقص.
ولكن كلام الامام A هو كبيان حال لها، وليس مقصوده الحط من قيمة المرأة تجاه الرجل. فكل شيء لا يملكه الانسان هو نقص فيه.
فإذا كانت المرأة معذورة لنقص في بعض الامور، فان الرجل ناقص في امور اخرى. إلا ان القران الكريم قدم الرجل لقوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض)[1].
وقد حدد الإمام عليA ضعف المرأة في ثلاثه مجالات هي ( العقول والحظوظ والطهاره). يقول الإمام علي A من خطبه له بعد فراغه من قتال السيدة عائشة في حرب الجمل، في بيان النساء:
( معاشر الناس. ان النساء نواقص الايمان، نواقص الحظوظ، نواقص العقول.
فاما : نقصان ايمانهن فقعودهن عن الصلاه والصيام في ايام حيضهن.
واما : نقصان عقولهن فشهاده امراتين كشهاده الرجل الواحد.
واما  : نقصان حظوظهن فمواريثهن على الانصاف من مواريث الرجال.
فاتقوا شرار النساء، وكونوا من خيارهن على حذر. ولا تطيعوهن في المعروف حتى لا يطمعن في المنكر).
وإذا كانت طاعة المرأة للرسولo شريعة محكمة وفريضة ثابتة؛ لصيانة كرامة المرأة والمجتمع عامة؛ ولتدعيم مبدأ العفة.
فإن تشريعاً آخر يرتبط بهذه الغاية ويقويها، وهو إباحة تعدد الزوجات، الذي تم تشويه حقيقته من خلال الطرح الإعلامي المشوه، ومن خلال الممارسة الخاطئة له[2].
رغم أن الواقع التطبيقي لهذا التشريع حتى في المجتمعات غير الإسلامية يؤدي لدعم مكانة المرأة وقيمتها في المجتمع.
ولتوضيح ذلك قارن بين المجتمعات التي يسود فيها تشريع التعدد كيف تكون فيها المرأة ذات قيمة كبيرة، في مقابل المجتمعات التي تحرّم وتجرّم هذا التشريع تكون فيها المرأة ذات قيمة أقل.
فالتعدد تشريع ثابت محكم، مشروط بالعدل، محقق لكرامة المرأة وميسر لها الزواج بكرامة وعفة، بغض النظر عن حالها من ترمل أو طلاق أو كبر.
وفي المقابل فإن حالات اجتماعية كثيرة لا يكون حلها إلا بالتعدد مثل عقم الزوجة، أو مرضها، أو طبيعة مهنتها، أو وضعها القانوني كالجنسية، وحالات أخرى كثيرة.
وكلها لا بديل فيها عن التعدد إلا الطلاق، وهو أكره ما يمكن أن يحدث بين زوجين يكن كل منهما المودة والرحمة للآخر، كما أن التعدد في كثير من الأحيان يكون سبب لحفظ كرامة الأطفال.
وذلك بإيجاد الأب البديل للطفل اليتيم أو الفاقد للأب، عوضاً عن التشرد أو دور الأيتام كما قال تعالى:
(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ)[3].
فالإسلام راعى مصلحة المجتمع من الرجال والنساء بشكل عام، بما يحقق مقاصد الزواج للطرفين، وبما يشبع حاجاتهم النفسية والاجتماعية، من العفة، والسكن، والذرية، حتى لو تعارض بعض الاحيان مع الرغبة الآنية، والمصلحة الظيقة الخاصة بالمرأة المتزوجة.
وسوف نشرح بأختصار فيما يلي مظاهر الاختلاف السابقه وعواملها من خطبة الامام عليA يوم الجمل:
الطهاره ( الايمان )
وقد عبر عنه الامامA بنقص الايمان في قوله (ان النساء نواقص الايمان) ذلك ان العبادة التي هي لب الايمان لا تستقيم بدون طهاره.
ولكن يستطيع الرجل ممارسة العبادات في كل وقت، نجد ان المرأة تقعد عن الصلاه والصيام في أيام المحيض، وهي تشكل نحوا من ربع حياتها.
وسبب ذلك ان المرأة اثناء المحيض تعاني من تبدلات عضويه ونفسيه تجعلها غير مهيأة لممارسه العبادات بقوله تعالى: ( يسألونك عن المحيض قل هو اذى).
ويصح ذلك بالنسبة للجنب من الزوجين، فالجنابة والحيض والنفاس يرافقها ظلمة تغشى النفس لا تزول إلا بزوالها.
هذا وإن حال الحيض لما تفرضه وظيفة المرأة المقدسة في الحمل والانجاب والارضاع. فهو ليس منقصه للمرأة بل كرامه تعتز بها. لأن المرأة بهذا النحو تكون منجبه للاجيال وصانعه للابطال.
فكثيراً من الذين يحسون بقسوة قلوبهم يبحثون عن علاجات خارجية يريدون الاعتماد فيها على الآخرين مع أن بمقدورهم (لو أرادوا) علاج أنفسهم بأنفسهم وهذا هو الأصل.
لأن الإيمان علاقة بين العبد وربه وفيما يلي ذكر عدد من الوسائل الشرعية التي يمكن للمرء المسلم أن يعالج بها ضعف إيمانه ويزيل قسوة قلبه بعد الاعتماد على الله عز وجل وتوطين النفس على المجاهدة وهي:-
1- تدبر القرآن العظيم الذي أنزله الله عز وجل تبياناً لكل شيء ونوراً يهدي به سبحانه من شاء من عباده ، ولا شك أن فيه علاجاً عظيماً ودواء فعالاً قال الله عز وجل : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) ومن طرق العلاج مثل التفكر والتدبر.
وكان النبيo وأهل بيته D يتدبرون القرآن وقد بلغوا في ذلك مبلغاً عظيماً.
والقرآن فيه توحيد ووعيد وأحكام وأخبار وقصص وآداب وأخلاق وآثارها في النفس متنوعة وكذلك من السور ما يرهب النفس أكثر من سور أخرى.
2- استشعار عظمة الله عز وجل ، ومعرفة أسمائه وصفاته ، والتدبر فيها ، وعقل معانيه واستقرار هذا الشعور في القلب وسريانه إلى الجوارح لتنطق عن طريق العمل بما وعاه القلب فهو ملكها وسيدها وهي بمثابة جنوده وأتباعه فإذا صلح صلحت وإذا فسد فسدت .
3- محاولة طلب العلوم الشرعية لمعرفة أحكام الشرع الذي يؤدي تحصيله إلى خشية الله وزيادة الإيمان به عز وجل كما قال الله تعالى : (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ).
4- لزوم حلق الذكر وهو يؤدي إلى زيادة الإيمان لعدة أسباب منها ما يحصل فيها من ذكر الله ، وغشيان الرحمة ، ونزول السكينة ، وحف الملائكة للذاكرين ، وذكر الله لهم في الملأ الأعلى ، ومباهاته بهم الملائكة، ومغفرته لذنوبهم.
5- ومن الأسباب التي تقوي الإيمان الاستكثار من الأعمال الصالحة من مواساة عوائل الشهداء وهذا من أعظم أسباب العلاج وهو أمر عظيم وأثره في تقوية الإيمان ظاهر كبير.
6- تنويع العبادات : من رحمة الله وحكمته أن نوع علينا العبادات فمنها ما يكون بالبدن مثل الصلاة في العتبات المقدسة ومنها ما يكون بالمال كالخمس ومنها ما يكون بهما معاً كالحج والزيارة ومنها ما هو باللسان كالذكر والدعاء.
7- ومن علاجات ضعف الإيمان : الخوف من سوء الخاتمة ، لأنه يدفع المسلم إلى الطاعة ويجدد الإيمان في القلب.
8- الإكثار من ذكر الموت : يقول الرسول o : ( أكثروا من ذكر هانم اللذات يعني الموت).
9- ومن الأمور التي تجدد الإيمان بالقلب تذكر منازل الآخرة لمظلومية أهل البيتD.
10- ومن الأمور التي تجدد الإيمان : التفاعل مع الآيات الكونية.
11- ومن الأمور بالغة الأهمية في علاج ضعف الإيمان ذكر الله تعالى وهو جلاء القلوب وشفاؤها ، ودواؤها عند اعتلالها ، وهو روح الأعمال الصالحة وقد أمر الله به فقال :
( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً) ووعد بالفلاح من أكثر منه فقال : ( واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ) وذكر الله أكبر من كل شيء قال الله تعالى: ( ولذكر الله أكبر).
12- ومن الأمور التي تجدد الإيمان مناجاة الله والانكسار بين يديه عز وجل ، وكلما كان العبد أكثر ذلة وخضوعاً كان إلى الله أقرب.
13- قصر الأمل : وهذا مهم جداً في تجديد الإيمان.
14- التفكر في حقارة الدنيا حتى يزول التعلق بها من قلب العبد قال الله تعالى : ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).
15- ومن الأمور المجددة للإيمان في القلب : تعظيم حرمات الله ، يقول الله تعالى : ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)[4].
وحرمات الله تعالى هي حقوقه سبحانه وقد تكون في الأشخاص وقد تكون في الأمكنة وقد تكون في الأزمنة، فمن تعظيم حرمات الله في الأشخاص القيام بحق الرسولo ونصرة أهل بيتهD.
ومن تعظيم شعائر الله في الأمكنة مثل تعظيم الحرم والعتبات المقدسة ومن تعظيم شعائر الله في الأزمنة مثل تعظيم شهر رمضان ومناسبات اهل البيتD : ( ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه)[5].
16- ومن الأمور التي تجدد الإيمان في القلب : الولاء لأئمة أهل البيت D وذلك أن القلب إذا تعلق بأعداء الله يضعف جداً وتذوى معاني العقيدة فيه ، فإذا جرد الولاء للآل لله فوالي عباد الله المؤمنين وناصرهم ، وعادى أعداء الله ومقتهم فإنه يحيى بالإيمان.
17- وللتواضع دور فعال في تجديد الإيمان وجلاء القلب من صدأ الكبر والتكبر ، لأن التواضع في الكلام والمظهر دال على تواضع القلب الله.
18- وهناك أعمال للقلوب ، مهمة في تجديد الإيمان مثل محبة الله والخوف منه ورجائه وحسن الظن به والتوكل عليه ، والرضا به وبقضائه، والشكر له والصدق معه واليقين به ، والثقة به سبحانه ، والتوبة إليه وما سوى ذلك من الأعمال القلبية من محبة أهل البيتD.
وهناك مقامات ينبغي على العبد الوصول إليها لاستكمال العلاج كالاستقامة والإنابة والتذكر والاعتصام بالكتاب والسنة والخشوع والزهد والورع والمراقبة وقد أفاض لنا أئمة أهل البيت D الكثير منها.
19- ومحاسبة النفس مهمة في تجديد الإيمان يقول جل وعلا : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد)[6] فلا بد أن يكون للمسلم وقت يخلو فيه بنفسه فيراجعها ويحاسبها وينظر في شأنها ، وماذا قدم من الزاد ليوم المعاد.
20- وختاماً فإن دعاء الله عز وجل من أقوى الأسباب التي ينبغي على العبد أن يبذلها كما قال النبي o : ( إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم).
الحظوظ ( المواريث )
ويقصد به حظ المرأة في الارث، فنصيب النساء على الانصاف من نصيب الرجال، وذلك في قوله تعالى (للذكر مثل حظ الانثيين).
وهو تكريم كبير للمرأة ففى حين لم يطالب الاسلام المرأة بايه نفقه لاحد، نراه يعطيها نصف ما يعطى الرجل. بينما طالب الرجل بالانفاق على اسرته ووالديه وحتى على اخوته ان كانوا محتاجين.
فالتفريق في سهم الارث انما هو من مستلزمات التباين في الوظيفه والتكليف بين الرجل والمرأة. ولو اعطى الله المرأة كالرجل في تلك الحال لكان اعتبر ذلك ظلما وجورا.
وهذا النقص ايضا ليس دعوة للتقليل من قيمه المرأة، وانما هو لتحقيق العدل والانصاف، والتعادل بين الحق والواجب والعناية الفائقة التي جاءت بها شريعتنا السمحاء ، وديننا الكامل لهذه الأسرة.
ففي كل ما سنتعرض له هي ومضات سريعة وخلاصات موجزة مركزة ؛ لأننا نريد رسم صورة كاملة ؛ فإنها أعظم نفعاً، وأكثر في التأثير والمعرفة.
التي تنبهنا على حقيقة هذا الموضوع ، وأهمية ما يتعلق بخطورته من أن نفيض في الجوانب التفصيلية والفرعية العناية ، الفائقة تظهر من وجوه كثيرة فمنها:
1 - التشريعات التفصيلية :
لقد جاء القرآن الكريم والسنة النبوية مشتملة على تشريعات تفصيلية كثيرة فيما يتعلق بالأسرة وأحكامها من الزواج والطلاق والعدد والإحداد ونحو ذلك من المواريث وما يلحق بهذا ، إلى أحكام الرضاعة والحضانة ، في تفصيلات كثيرة.
2 - دعوة الترغيب :
لهذه الأسرة وتأسيسها وبنائها كما قال تعالى : (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإيمائكم).
والإعانة الإلهية تكفل بها الله تعالى لكل سالك في هذا السبيل ، وآخر في هذا الطريق طالبٌ التزام الشرع ، واقتفاء الهدي النبوي ، طالبٌ عفة تمنعه من الحرام.
 وحياء يجعله في كمال من الإنسانية ، والفطرة السوية كما جاء في تلك الآيات كذلك ، كما قال تعالى : ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإيمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ).
والمثوبة الربانية فياعجباً لهذه الشريعة العظيمة كيف تجعل قضاء الوطر وأداء حظوظ النفس ومتعة وشهوة الغريزة إذا كانت على النهج السديد والشرع الحكيم أمراً تكتب به الحسنات وترفع به الدرجات.
 وأسس البناء والتكوين لإنها ليست أساساً واحداً بل أسس متنوعة شاملة لكل ما يتصل بالإنسان وما يؤثر في حياته ؛ ليقوم هذا البناء على ذلك الأساس من:
أ - الأساس الإيماني
ب - الأساس الفطري
ج - الأساس القانوني : فإن هذا الإناء لا بد أن يكون محكم لا تكفي فيه حتى الأساس الإيماني والفطري فجاء ليكون عقداً وله شروطه وعليه شهود وله تبعات ليس أمراً هيناً .
ولذا ما وصف العقد والميثاق في القرآن بالغلظ إلا في أمرين اثنين في عقد النبوة وميثاقها ، وفي عقد وميثاق الزواج قال تعالى : ( وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذنا منكم ميثاق غليظاً).
د - الأساس المالي
هـ - الأساس العاطفي : فإن المحبة القلبية ، والميل النفسي هو ترجمة لحقيقة تلك المعاني.
واما أسس التعامل والتمثيل فهي مثل:
1- حسن العشرة
2- تحقيق المتعة : مما جاءت به الآيات ، كما قوله تعالى : (والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين).
3- الطاعة والقوامة
4- الخطاب الديني : من إنه ليس شيء من ذوات أنفسنا وليس شيء من تحكم الرجال أو من رغبتهم في تحقيق مرادهم ! بل هو من دين الله تعالى وجاءت فيه نصوص يعجز منها بعض الناس ليتأملوا كثيراً لكي يدركوا حكمتها.
5- الخدمة والرعاية : ففيه الوصايا والأقوال والاختلافات الفقهية الفرعية ؟ فإن مبنى الأسرة في محبتها وفي رعاية مصالحها أكثر من أن تثار فيه مثل هذه المسائل.
6- النفقة والحماية
7 - التعليم والإرشاد : كقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً).
 وأما أسس الامتداد والنماء فهي مثل العلاقات الاجتماعية وتربية الأبناء وغيرها.
شهادة أمرأتين برجل
وقد شرحنا جانب منه حينما ذكرنا التفاوت بين المرأة والرجل من حيث توزيع العقل والعاطفه، ليقوم كل منهما بدوره على احسن وجه.
وقد ورد هذا النقص على لسان الامام A في موضع آخر من النهج، وذلك في وصيته لعسكره قبل لقاء العدو بصفين، حين وصاهم بعدم التعرض للنساء بأذى، وان تفوهن بألفاظ السب والشتم.
يقول A: (ولا تهيجوا النساء باذى، وان شتمن اعراضكم وسببن امراءكم، فانهن ضعيفات القوى والانفس والعقول).
فمن صفه النساء اذا اثيرت حفيظتهن، انهن يسترسلن في التفوه بانواع الكلام، دون ان يستطعن كبح جماح انفسهن وعاطفتهن.
ولهذا السبب كانت المرأة في الماضي اذا تكلمت امام السلطان او الامير، فلا يحاسبها كما يحاسب الرجل، بل يقول: انها امرأة والمرأة تتكلم بعاطفتها.
ولهذا السبب اعتبر الشارع المقدس شهادة المرأتان مثل شهاده الرجل الواحد، لان المرأة بدافع عاطفتها الغالبه عليها يمكن ان تحور مضمون الشهاده فتخرجها عن حقيقتها، اضافه الى انها كثيره النسيان وقليله الدقه العقليه.
ولا ينفى ذلك تمتع بعض النساء بعقول ناضجه قد تفوق عقول الرجال.
وجاء في الامثل سبب اعتبار شهادة أمرأتين تعدل شهادة رجل واحد، فهو لأنّ المرأة كائن عاطفي وقد تقع تحت مؤثّرات خارجية، لذلك فوجود امرأة أُخرى معها يحول بينها وبين التأثير العاطفي وغيره : (أن تَضِلّ إحداهما فتُذكّر إحداهما الأُخرى).
وتعليل الإمام A في مسألة نقصان العقل هو ان شهادة امرأتين هي في حكم شهادة رجل واحد ، جاء في القرآن : ( فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء)[7].
ولكن هذا لا يعود إلى مسألة التفكير والعقل ، فالقرآن يذكر نكتة ذلك ويقول : ( أن تضل أحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ).
وامرأتان من أجل ان يكون لكليهما حضور في الحادثة وهذا يعود إلى ضعف الذاكرة وليس إلى ضعف العقل ، لأن المرأة مشغولة بأعمال البيت وتربية الطفل ، ومشكلات الأمومة.
لذا من الممكن ان تنسى تلك الحادثة التي رأتها . بناء على هذا تحضر امرأتان في هذه القضية حتى تذكر أحداهما الأخرى .
ولكن في بعض الحالات شهادة المرأة مسموعة ومقبولة كاملاً.
ومن طبيعة المرأة النفسي وجد ان القدرة العاطفية هي المحور الأساسي الذي يوجه نفس حواء وتفكيرها.
وبالتالي وجود امرأة أخرى كفيل بالقضاء على أي لون من ألوان الخضوع لأي انفعال أو تأثير أو إيحاء.
فهذا الأمر لا يعدو أن يكون من قبيل الحيطة والاستيثاق والضمان، وليس فيه مطلقاً ما يخدش كرامة المرأة أو يقلل من إنسانيتها وقدرها.
فمثلاَ من أسباب إباحة تعدد الزوجات:
1- قد يزيد عدد النساء في المجتمع عن عدد الرجال لظروف حرب أو غيرها.
2- قد تكون رغبة الرجل في التعبير ممن طاقته الجنسية ملحة.
3- من المعروف أنّ فترة الإخصاب عند الرجل تمتد إلى سبعين عاماً أو ما فوقها، بينما هي عند المرأة في غالب الأحيان تقف عند سن الخمسين أو قريباً منها وتلك فطرة الله التي فطر عليها كلاً من الذكر والأنثى.
4- قد تكون الزوجة الأولى غير مهيأة للحمل والولادة أصلاً.
5- قد يكون في التعدد كفالة لامرأة صالحة لا كافل لها، وحماية لها من ضغوط الحاجة.
6- قد يكون في التعدد صيانة لزوجة شهيد من شهداء الإسلام ورعاية لأبنائه وكفالة لهم.
7- قد يكون في التعدد رعاية ليتامى.
فإن الإسلام وهو يبيح التعدد إنما يتجاوب مع الواقع الذي يعيشه الناس في الحياة ويواجهه بالحلول الواقعية كذلك.
ومن أقرب الأمثلة على ذلك تلك المرأة المخزوميه التي ناقشت عمر بن الخطاب في مهر النساء فأفحمته حتى قال: ألا تعجبون من أمام أخطأ وامرأة اصابت، فاضلت امامكم ففضلته؟!



[1] -  (سوره النساء- 34) هذه الايه ليست في مقام تقرير الافضليه النهائيه والمطلقه للرجل على المرأة وانما هي مقام اعطاء الرجل حق القيمومه على المرأة وتقرير: ان القرار النهائى يرجع اليه لانه هو الذي يتصدى للانفاق على المرأة ولانه هو الذي يملك قدره اكبر على اتخاذ القرار الانسب مادام ان عواطفه ليست بدرجه من القوه بحيث تهجن على عقله ولاسباب اخرى. ولذلك جعل الله قيادة الاسرة بيد الرجل.
[2] - راجع : موسوعة البحوث والمقالات العلمية تاليف : علي الشحود باب وثيقة حقوق المراة المسلمة وواجباتها.
[3] - سورة النساء الاية 3
[4] - سورة الحج 32
[5] - سورة الحج 93
[6] - سورة الحشر الاية 18
[7] - سورة البقرة 282